منتدى طلاب و طالبات كلية الآداب و العلوم الإنسانية -بني ملال-
مرحبا بكم في منتدى كلية الآداب و العلوم الإنسانية ، جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ،
انخراطكم و مساهمتكم المثمرة الهادفة شرف لنا و تشجيع لطلبة الجامعة و لطلاب العلم.
منتدى طلاب و طالبات كلية الآداب و العلوم الإنسانية -بني ملال-
مرحبا بكم في منتدى كلية الآداب و العلوم الإنسانية ، جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ،
انخراطكم و مساهمتكم المثمرة الهادفة شرف لنا و تشجيع لطلبة الجامعة و لطلاب العلم.
منتدى طلاب و طالبات كلية الآداب و العلوم الإنسانية -بني ملال-
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلاب و طالبات كلية الآداب و العلوم الإنسانية -بني ملال-

منتدى يسعى بشكل هادف إلى تبادل الدروس و المعلومات ، مد الجسور بين كل المتدخلين من طلبة و أساتذة بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما تقرر في مادة الفلسفة 2011-2012 -بعض الأفواج-علم الجمال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 211
نقاط : 547
السمعة : 25
تاريخ التسجيل : 25/07/2012

ما تقرر في مادة الفلسفة 2011-2012   -بعض الأفواج-علم الجمال Empty
مُساهمةموضوع: ما تقرر في مادة الفلسفة 2011-2012 -بعض الأفواج-علم الجمال   ما تقرر في مادة الفلسفة 2011-2012   -بعض الأفواج-علم الجمال I_icon_minitimeالثلاثاء 4 سبتمبر 2012 - 11:46

علم الجمال
ويكيبيديا wikipedia
أصل الكلمة ومدلولها
اصل الكلمة يوناني (اغريقي) وكان يقصد بها العلم المتعلق بالاحساسات طبقاً للفظ Aesthesi، الفيلسوف بول فاليري قال : علم الجمال علم الحساسية وفي الوقت الحالي اصطلح البعض على تسميته كل تفكير فلسفي بالفن، فالاستاطيقا فرع خاص بدراسة الحس والوجدان. ينطلق بومغارتن من المماثلة التالية: كما أنّه قد وقع نحت عبارة logic، أي علم ما هو بيّن أو المنطق، من لفظة (logikos) أي ما هو بيّن أو المنطقي، كذلك يمكن نحت عبارة (Aesthetic)، أي العلم بالمحسوس من لفظة (aisthètos) أي ما هو محسوس. ولذلك فإنّ المعنى الحرفي أو الأوّلي للفظة استاطيقا، Aesthetics هو مرادف لما تعنيه لفظة sentio في اللاتيني أي الإحساس بعامة، أي أكن ==تطوير موضوع البحث الجمالي ونشاة علم الجمال -علم الجمال أو علم الاستطيقا علم حديث النشاة انبثق بعد تاريخ طويل عتيق من الفكر الفلسفي التاملي حول الفن والجمال وبهذاالمعنى يعد علم الجمال علما قديما وحديثا في وقت واحد. اليونان لم تكن لديهم معرفة في ذاته ولذاته ولكن كانت اهتمامهم بالفن من حيث علاقته بالخير أو دلالته علي الحقيقه لذا يقال ان مجال الاستيطقي the aesthetic هو منطقة من البحث كانت ممتعه علي اليونان ليس فحسب لانهم لم يعرفوا هذه الكلمه وانما أيضا لانهم لم تكن لديهم كلمه مرادفه لمفهوم (الفن الجميل)fine art[1]
الجمال والفن
دائما ما يحصل خلط بين الجمال والفن بالرغم من قربهما من بعضهما إلا أن الجمال يختلف عن الفن من جهة الامور الحسية والوجوداني فالجمال ليس بحسي بل يتعلق أكثر بالامور الوجدانية والاحاسيس أو المشاعر اما الفن فهو إمّا خلق أو إعادة خلق مكون مادي محسوس ان كان بشكل لوحة فنية أو تمثال وحتى القصائد الشعرية والاعمال الموسيقة هي بالرغم من عدم قدرة المرء على لمس النغمات أو الكلمات الشعرية الا انه قادر على لمس الالة التي صنعت أو خلقت هذا العمل ان كان بيانو أو قلم.
تعريف الجمال
اليونان كانوا يروا ان الإله يجمع بين الجماليات البشرية الكاملة وانه المثال المتكامل السامي للإنسان هربرت ريد : عرف الجمال بانه وحدة العلاقات الشكلية بين الاشياء التي تدركها حواسنا، إما هيجل فكان يرى الجمال بأنه ذلك الجني الانيس الذي نصادفه في كل مكان، جون ديوي عرف الجمال بفعل الادراك والتذوق للعلم الفني.
الفلسفة وعلم الجمال
تهاني محمد خلف الرشدان
الحوار المتمدن - العدد: 2494 - 2008 / 12 / 13 - 03:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

آرنست كاسيرر(1847ـــ 1945) م وهو من فلاسفة الإتجاه الرمزي في مجال علم الجمال ، وقد تتلمذ على يد العالمان جورج زمل وهرمان كوهين ، فأصبح بعدها من أبرز الكانطيين الجدد ( نسبة للفيلسوف كانط ) والذين ضمّتهم جماعة ماربورج .

فلسفة كاسيرر في العلم : عرفّ كاسيرر المعرفة بأنها لا تكشف عن طبيعة الكون وحده وإنما تكشف عن طبيعة العقل الإنساني الذي يقوم بوظائف مختلفة في علاقته بالبيئة المحيطة به حيث يصنع العقل لنفسه أدوات وتصورات البيئة مثل اللغة والمكان والزمان والعدد والعلية والجوهر وهو بهذا يعتمد على نتائج علوم الحياة وعلم النفس والأنثروبولوجيا .
نظرية المنّبه والإستجابة عند كاسيرر...... و ُتسمى بالجهاز الرمزي
اعتقد كاسيرر أن ما يمّيز الانسان هو قدرته على تجاوز مرحلة الإستجابة للمنّبه التي يقف عندها الحيوان والطفل ، والإرتفاع الى مستوى القدرة على الإستجابة غير المباشرة للأشياء المحيطة حيث تتحول المنبّهات الى رموز ومعاني بواسطة ما يسمّيه كاسيرر بالجهاز الرمزي ، هذا الجهاز يكون في الإنسان أشبه بمحّول كهربائي هائل يتلقى المؤثرات التي تقع في خبرة الإنسان ، ثم ينظّمها ويصيغها في لغة أو في علم أو في أساطير أو في فنّ .

الجهاز الرمزي : تتحول المنبهات به إلى رموز ومعاني ، وبفضل هذا الجهاز لا يتعامل الإنسان مع الأشياء مباشرة بل يتعامل برموز لها معاني معينة ينشئها الإنسان لنفسه ويستجيب لها ، فهناك استجابات عند الانسان لظواهر معينة لا يمكن ان تصدر من الحيوان مثلاً التزين ، الوشم ، الرقص بطقوس معينة ،ارضاء لقوى الطبيعة ، ان مثل هذه الإستجابات لا يقوم بها فأر مثلاً محاولاً الخروج متاهة او فتح باب المصيدة .

الجهاز الرمزي واللغة عند كاسيرر: اللغة علاوة على انها عملية الاتصال بين الأفراد الا انها في الوقت نفسه هي نشاط وافراز يحاول عن طريقه الانسان التعبير عن خبرته الخاصة ، فهي نوع من أنواع العمليات الرمزية مثل الرقص و انشاء الطقوس المختلفة واساطير السحر ، ويلتقي كاسيرر في فلسفة الأشكال الرمزية بمدرسة التحليل النفسي عند فرويد في تفسيرهما لظواهر الحياة الانسانية ، يعتقد فرويد ان هناك علاقة بين الابداع والجنس ، فالنشاط الغريزي يتحول إلى نشاط مرتفع يعبّر عن نفسه تمثيلياً في العلم والدين والأخلاق وبوجه خاص في الفن ،

والفن يصبح إعلاءً للشهوة الجنسية للوصول بها الى درجة السمّو وتضفي على الفرد قدرات ونشاطات روحية لتصبح مصدرا من مصادر الإنتاج الفني ، ويتابع فرويد ان الحياة الجنسية لا تلعب الا دورا تكميليا فحسب ذلك ان الانفعال الجمالي يتفرع من تلك الإدراكات الجنسية ، مع إعترافنا بأن الغريزة الجنسية تمارس تأثيراً رئيساً في الإنتاج الفني ، يقول افلاطون : ما من إنسان يصبح شاعراً حتى لو كان بعيد عن مجال الشعر أصلاً ، إلا ويكون الحب قد دخل في أعماقه ، وهذا الفيلسوف نيتشه يقول في وضوح أكثر ، لكي يكون هناك فن فلا بد أن يتوفر شرط عضوي ألا وهو الإنتشاء ( قمة السعادة والفرح ) ويضيف نيتشه ( من أن مبدع العمل الفني أمام ضرورة إختيار أحد أمرين فإما إنجاب أطفال وإما تأليف كتب .

ونعود إلى مذهب فرويد الذي يقول : لكي تتحول القوة الجنسية إلى قوة إبداعية يمكن ربط كل جمال بغريزة ما ، وهذه الملاحظة ذكرها إفلاطون في كتابه المأدبة حيث يقول ( الحب الذي ينبع من الجمال والذي ينتج الأعمال الفنية لا يشبه أنواع الحب العادية التي تخضع للناحية الجسدية ، إذ أن الذي يجب أن نعرفه هو ما يطلبه الفنانون من الحب بإعتبارهم فنانين وفي ضوء ما يتطلبه فنهم ، حيث يقول الأستاذ جلسون فيما يخص دور ( ملهمات الشر ) أي النساء اللاتي أعترف لهن بأنهن موحيات للعبقرية مثل * بلتريس * لورا* ماتيلدا * يزندوك* مدام ساباتيه* كلوندي فو* هؤلأ النسوة ملهمات الشعر والفن والعبقرية كان لهن دوراً بارزاً في إثارة الحماسة والالهام لكنه يضيف ان ملهمة الشعر ليست بالضرورة ان تكون عشيقة ينتظر منها الشاعر ذلك الدلال الذي ينتظره الرجال العاديون من أي امراة ، لأن حكمها حكم أي امرأة يحبها الرجل حباً عنيفاً ـــ تسمو الى مرتبة المُثل العليا ،

إن بعض الفنانين والمبدعين يرون لأنفسهم ملهمات ( النساء ) لأتهم في حاجة لكي يبدعوا أعمالاً فنية تماما كما يخدم الفارس سيدته لكي يحسن الحرب فإن الشاعر يحب إمرأة لكي يحسن الغناء ، بحيث يسمو بعشيقته سموا تصبح فيه مثلا اعلى وعلى ضوء ما سبق فما دام الفن هو الذي يسير الامور ونقصد بها غرام الشعراء بملهماتهم فإنه ليس من الجائز إعتبار الشهوة الجنسية مصدراً أساسياً للنشاط الفني ولا الحياة الجنسية السبب الكامل لإنتاج الأعمال الفنية الكبرى ، فالعمل الفني يتضمن قيمة نوعية خاصة به تمنعه من ان يكون راجعاً إلى الحياة الجنسية الخالصة فقط .

كاسيرر بين العلم والدين والفن : ميّز كاسيرربين أشكال الفكر الإنساني :
فالعلم يستخدم اللغة والتصورات المنظمة للإدراك الحسي فهي تجسد لإنطباعاتنا .
والفن تجسد لحدسنا بالصور وتقترب الأساطير من الفن حيث ان كلاهما تكثيف للإنفعالات التي تصاحب خبرات الإنسان في الحياة والأساطير تقترب من الدين لأنها تحتوي على معتقدات معينة فهي تراث إجتماعي لأنها تقدم التفسير النظري الذي يبرّر قيام الجماعة بهذه الطقوس وما يصاحبها من إنفعالات . وبهذا يكون كاسيرر قد تأثر بكانط والكانطيين الجدد في تفسيره للفن حيث إعتبره ميداناً مستقلاً عن ميادين المعرفة العلمية التي تعتمد على التصورات الذهنية .

مفاهيم فكرية- علم الجمال –ج1- التعريف والاتجاهات والتصنيف
عصام البغدادي
الحوار المتمدن - العدد: 1072 - 2005 / 1 / 8 - 10:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
في هذه السلسلة المتتابعة من المقالات سيتم تناول العديد من المفاهيم الفكرية لغرض القاء الضوء عليها من مختلف الزوايا ووجهات النظر ، نهدف من ذلك فائدة الباحث والطالب والقارئ الشغوف بالمعرفة، عسى ان نوفق في هذا المنحى بقدر المستطاع .

المفهوم الاول- علم الجمال

الاستطيقا, علم الجمال (aesthetics): كان هذا العلم أحد فروع الفلسفة وبحث في فلسفة الجمال متمثلاً في الفن, و القيم الفنية التي تحكم التعبير الفني و تثير في الأفراد الإحساس بالجمال. وانقسم الفلاسفة فيه الى اتجاهين: أحدهما يجعل الجمال موضوعياً كائناً في الشيء الجميل نفسه, و الآخر يجعله مرهوناً بالإدراك الذاتي عند الشخص المدرك.

اتجاهات علم الجمال :

إن تعدد الآراء والمذاهب الفلسفية أوجب تصنيف هذه الرؤى الجمالية، لأن البعض لاحظوا استحالة وجود قاعدة عامة تحدد بواسطتها المقاييس لما هو جميل وإن من العبث إيجاد مبدأ ذوقي يعطينا مقياساً عاماً للجمال لأن ما نحاول إيجاده مستحيل ومتناقض لذاته والبعض الآخر حدد بعض المقاييس للجمال.

فلاحظ هيوم أن الجمال في انتظام الأجزاء وتفاعلها على نحو يجعل الجميل يبعث الروح والسرور في نفس المتلقي وإن اللذة والألم لا يصحبان بصورة لازمة الجمال والقبح وحسب بل إنهما يؤلفان ذات الجمال والقبح.

لذلك فإن موضوع الجمال وطبيعته آثار خلاف المفكرين الذين انقسموا إلى أتجاهين:

1 ـ الاتجاه الذاتي: وسموا بأنصار المذهب الذاتي لعلم الجمال.

2 ـ الاتجاه الموضوعي: وسموا بأنصار المذهب الموضوعي لعلم الجمال.

1 ـ الاتجاه الذاتي: كان من أبرز رواده كانط الذي اعتبر أن الحكم على الجمال حكم ذاتي ويتغير من شخص لآخر معتبراً مصدر الشعور بالجمال هو فينا، في مزاج الروح وليس في الطبيعة وإن جمال الشيء لا علاقة له بطبيعة الشيء وإن المحاكمة الجمالية تنبع من الاندماج الحر للفكر وقوة الخيال. وبفضل هارمونية قدرات المعرفة ننسب الموضوع إلى الذات وفيها يكمن أساس الشعور بالرضى الذي نحسه من الأشياء التي هي سبب إعجابنا. فأنصار هذا المذهب ينكرون الجمال المستقل للأشياء وللطبيعة ويعتقدون أن الجمال الوحيد ( لا يوجد إلا فينا وبنا ومن أجلنا ) ويرجعون جمال الأشياء إلى الطريقة التي نتصورها في فكرنا ، فالجمال ليس سوى ظاهرة نفسية ذاتية وإن الشيء يكون جميلاً عندما نراه بعين احترفت الرؤية.

ومن علماء هذا الاتجاه :

ـ هيغل ( إن الجمال فى الطبيعة لا يظهر إلا كانعكاس للجمال الذهني ) .
ـ فيكتور باش ( إننا حين نتأمل الأشياء نطفي عليها روحاً من صميم حياتنا وإننا لا نستجمل العالم وكائناته إلا بمقدار ما في نفسنا من جمال).


2 ـ الاتجاه الموضوعي:

أنصار هذا المذهب قاموا بنقض جميع آراء الذاتيين لأنها لا تتعلق مع ا لمبادئ الأفلاطونية للجمال حسب وجهة نظرهم فالذاتيين أهملوا وجود العنصر أو العامل الموضوعي الذي هو موجود في جميع الأشياء الجميلة ومشترك بينها ويظل موجوداً ومشتركاً سواء كان هناك من يقدر هذه الأشياء أو لم يكن يقدر. حيث يعتبر أنصار هذا المذهب أن الجمال مستقل قائم بحد ذاته وموجود خارج النفس وهي ظاهرة موضوعية مما يؤكد تحرر مفهوم الجمال من التأثر بالمزاج الشخصي وأن للأشياء الجميلة خصوصيات مستقلة كلياً عن العقل الذي يدركها، فالجميل جميل سواء توفر من يتذوق هذا الجمال أو لم يوجد.

ومن علماء هذا الاتجاه :

ـ ديموقراط ( للجمال أساساً موضوعياً في العالم ) .

ـ غوته ( للإبداع الفني قوانين موضوعية ).

يلاحظ إن هذا التنوع وكثرة الآراء الجمالية تعطي لعلم الجمال القوة الجدلية للاستمرار وتعطيها القوة للتغلغل في صلب نسيجنا الاجتماعي ، فعلم الجمال يقوم بتحضير إنسان المستقبل ، وإن علم الجمال هو الذي يؤكد وسيؤكد انتصار الإنسان بآثاره الفنية الخالدة على الفناء والعدم والقبح. والواقع إن تفسير الفن ظل بوجه التقريب يمثل إلى الآن في ربطه بسائر الوظائف الحيادية جمالياً إما لدى الفرد وإما لدى المجتمع فالفن شكل من أشكال نشاط الإنسان في سبيل المعرفة ، معطياً إياه القدرة على التغيير.

أن لكل إنسان رؤية وردود فعل حول الجمال كمفهوم، والجمال كانطباع تجاه أشياء مادية وروحية مختلفة يتذوق جمالها عقلياً، تترك في نفسه إحساساً بالبهجة والارتباك والنشوى والدهشة. فهو المقياس، الذي يحدد جمال المادة، التي تترك لدى المتلقي، الانطباع والإحساس بالبهجة، سواء كان عن طريق التأمل العقلي أو السمع أو النظر أو التذوق.ولكي يكون لدى كل إنسان إحساساً جمالياً راقياً، يتطلّب تربية للذوق الفني والجمالي لدى الإنسان

أما في تعريف علم الجمال معجميا، نجد أن تعريف قاموس "ويبستر" لعلم الجمال هو أكثر دقة من بعض التعاريف الأخرى، وهو " المجال الذي يتعامل مع وصف الظواهر الفنية والخبرة الجمالية وتفسيرها". لكن المفهوم المفضل عن مصطلح علم الجمال هو ذلك المفهوم المستنبط من نظرية الفيلسوف "بيردسلي" والذي يرى أن علم جمال هو علم بيني تقوم من خلاله فروع معرفية عدة- كل بطريقته ومناهجه ومفاهيمه الخاصة - بدراسة تلك المنطقة المشتركة المتعلقة بالخبرة أو الاستجابة الجمالية، بكل ما تشتمل عليه هذه الخبرة أو الاستجابة من جوانب حسية وادراكية وانفعالية ومعرفية واجتماعية.
لابد قبل الخوض في ماهية علم الجمال والجمال والفن، أن نعرج على الإنسان الذي يعتبر المركز الأوحد للإحساس بالجمال والمدرك الوحيد له. كان الناس منذ بدء الخليقة يرهقون التفكير على الدوام بمعضلة ماذا يعني أن يكون الكائن الحي إنساناً وفيما يتمثل مغزى وجوده على الأرض. إن الإنسان كما عرفه الإغريق أنه أعجب العجائب وهو مركز الكون مما دفع علماء الاجتماع للوصول إلى صيغة جامعة تعرف الإنسان وتميزه عن باقي الكائنات الحية. وحددت علاقات ثلاث في تعريف الإنسان وإن الكائن البشري إذا فقد إحدى هذه العلاقات يخرج عن كونه إنساناً ذو قيمة ولا يمكن أن يخطو خطوات جادة في تعظيم الإرث البشري الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الجمالي وهذه العلاقات هي :

العلاقة المعرفية أي ( المنطق ـ الحق ).
العلاقة الأخلاقية أي ( الخير ) .
والعلاقة الجمالية ( الجمال).

يتسم الإنسان للوهلة الأولى بنفس الاحتياجات التي تلازم أي كائن حي آخر، فهو ملزم بأن يأكل ويشرب ويحمي نفسه من البرد والحر ومن هجمات الأعداء وأن يحافظ على نسله، غير إنه يلبي هذه الاحتياجات بطريقة تختلف عن سلوك الحيوان. أما الحيوان فمهما قام من أفعال معقدة تشبه للوهلة الأولى أفعال الإنسان يبقى على الدوام خاضعاً لتأثير احتياجاته البيولوجية المباشرة. فالشيء الذي لا يمس أسس نشاط الحيوان ا لحياتية يبقى وكأنه غير موجود بالنسبة له. فإن الكائنات الحية غير الإنسان ليس من سجاياها معرفة العالم بحد ذاته أي ( العلاقة المعرفية ) والتمتع بجمال العالم وشموخ الجبال وبصفاء السماء وخضرة الغابات ونقاء الأنهار ، لا يشكل أي شيء ذو قيمة بالنسبة للحيوان لهذا فهو لا يكترث بالعلاقة الجمالية. وليس من سجايا الحيوان أيضاً القدرة على أن يضع نفسه في محل سواه أي أن يضحي بنفسه وينكر ذاته من أجل باقي الحيوانات من بني جنسه لهذا فهو يفتقر للعلاقة الأخلاقية التي تتمثل في الخير.

يقول نيتشه ( إن النمر يعرف جيداً كيف يجب أن يكون نمراً ، والعنكبوت يحيا مثلما تحيا العناكب والسنونو تطبعت بالطباع التي تليق بالسنونو، سوى الإنسان وحده ملزم بأن يتعلم كيف يجب أن يكون إنساناً ) ويلاحظ أن السعي إلى الحقيقة المطلقة والحاجة إلى الجمال والتعطش إلى الخير من أبرز وأهم مواصفات الإنسان الجاري تناوله من جانب حياته الروحية والمادية. ولكننا إذا اقتصرنا على تعريف جوهر الإنسان باعتباره متحلياً بالحقيقة المطلقة والخير والجمال، فسوف نصطدم بقدر جم من التناقضات لأن فهم هذا الثالوث ، يختلف باختلاف المجتمعات والعصور التاريخية.
إن جوهر الإنسان ليس مجرداً يتسم به فرد بعينه إنما هو في واقعه مجموع العلاقات الاجتماعية كافية . بهذا التعريف المقتضب للإنسان الذي أرهق الكثير من العلماء الاجتماع والنفس وكان حصيلة تطور الفكر البشري ونتيجة دراسات معمقة ومختصة في مجال دراسة الإنسان والمجتمع.

نأتي الآن إلى الجمال وعلمه. هل للجمال علم وما هو موضوعه وما هي بحوثه وكيف ينصف بين العلوم وهل هو حديث الولادة أم أن له أساس تمتد جذوره في أعماق الفكر البشري وما هي فوائد علم الجمال و...الخ. هذه الأسئلة وسواها تغزوا عقل كل من يرهق تفكيره في هذا العلم وغيره من العلوم.

يعرف علم الجمال (AESTHIK) بالألمانية و ( ESTHETIQUE ) بالفرنسية
و ( AESTHETICS ) بالإنكليزية و ( ESTETICA ) بالإيطالية و ..الخ.

انه علم الأحكام التقويمية التي تميز بين( الجميل والقبيح ) ( معجم لالاند ) وهذا هو التعريف الكلاسيكي للفظ الاستيطقا . وإن لفظ الأستيطقا (علم الجمال) يعود في أصله إلى اليونانية فهو مشتق من ( AISTHESIS ) التي تعني ( الإحساس ) ويفيد معناها الاشتقاقي ( نظرية الإحساس ) ويتضمن الإدراك الحسي وإنها تعني باليونانية في وقت واحد :

1 ـ المعرفة الحسية أو (الإدراك الحسي).

2 ـ المظهر المحسوس لإدراكنا والصورة الأولية لحساسيتنا.

إن أول من دعا إلى إيجاد هذا العلم وجعل لفظ الاستيطقا كإسم لعلم الجمال هو( الكسندر بومجارتن A.G.BAUMGARREN - 1714 م – 1762 م) وذلك في كتاب ( تأملات فلسفلية في موضوعات تتعلق بالشعر ) وقد قصد بومجارتن إلى ربط تقويم الفنون بالمعرفة الحسية مما جعله يعد كمؤسس لهذا العلم.

ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الاستيطقا من الكلمات التي جرت على الألسنة حتى أن الشاعر جان بول JENPAUL قال سنة 1804 م ( إن زماننا لا يعج بشيء بقدر ما يعج بعلماء الجمال ) لكن موضوع هذا العلم وهو الجميل والجمال والقبح كان مطروقاً منذ عهد اليونان كأفكار متفرقة عند أفلاطون وأرسطو وكزينوقراط وفي عهد الرومان أيضاً مثل أفلاطون وشيرون ..الخ.

تصنيف علم الجمال

يصنف التفكير الفلسفي العلوم ، بعلوم وضعية وعلوم معيارية
1 ـ العلوم الوضعية: وتهتم بدورها في دراسة:

ـ الظواهر الطبيعية .

ـ تعتمد على طرق تجريبية .

ـ تستنتج قوانين وأحكاماً تقريرية.

ـ تهتم بدراسة الكائن وتختص بالوقائع.

2 ـ العلوم المعيارية: وهي العلوم التي تتميز باستعانتها بالعقل.

ـ تتجاوز الوقائع الجزئية إلى البحث فيما ينبغي عليه أن تكون.

ـ تصدر أحكاماً قيمية وتصوغ القواعد أو المعايير، وتدرس العلوم المعيارية القيم الإنسانية الثلاث ( الحق ـ الخير ـ الجمال ). .

فإذا كان علم المنطق يضع القواعد والأسس التي تحاول تحديد العقل من الوقوع في الخطأ ويبحث فيما ينبغي أن يكون عليه التفكير السليم.

وإذا كان علم الأخلاق يضع المثل العليا التي ينبغي أن يسير الإنسان في سلوكه بمقتضاها أي كيف يجب أن تكون تصرفات الإنسان فإن علم الجمال يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه شيء الجميل ويضع معايير يمكن أن يقاس بها. إن الجمال يقربنا من جوهرنا الإنساني أكثر ويجعلنا أرقى اجتماعياً وأكثر نفعاً ويقوي من إدراكنا للواقع المحيط ويمدنا بأدوات يمكن عن طريقها أن نفسر ماهية الحياة بل وحتى أكثر من ذلك باعتبار إحدى أدوات المعرفة يعطينا القدرة على لعب دور مؤثر في التحكم باليات التغير.

يقول فيشر : ( إن الوظيفة الأساسية للفن تكمن في إعطاء الإنسان القوة إزاء الطبيعة وإزاء الآخر وإزاء الواقع).

تعاريف علم الجمال

عرف كل مفكر وباحث وعالم اجتماع هذا العلم اعتماداً على مشاربهم الفلسفية ومذاهبهم الفكرية ورؤاهم الجمالية التي كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بصلب نسيجهم الفكري.

فمنهم من عرّف علم الجمال اعتماداً على المعنى الحرفي لكلمة استيطقا ومنهم من عرفوه اعتمادا على مفهوم الجمال والقيمة الجمالية وآخرون اعتماداً على مفهوم الفن وتعددت الآراء والنظريات وتضاربت في بعض الأحيان ومنهم الآخر من تعذر علهيم تعريف علم الجمال بأكثر من كلمة ( إن الجمال هو نفسه ) وهذه بعض الآراء :

أكد ديدور صعوبة تحديد الجمال بقوله ( إن الأشياء التي نتحدث عنها بكثرة هي عادة التي تكون معرفتنا بها أقل ) .

وتساءل عن كيفية اتفاق الجميع على وجود الجمال وأن كثيرين يتحسسونه بشدة حيث يوجد ولكن قليلاً منهم من يعرف ما هو الجمال.

وذهب وول ديورانت إلى صعوبة تحديد الجميل ( إن القلب يلبي نداء الجمال ولكن قل أن تجد عقلاً يسأل لماذا كان الجميل جميلاً ) .

كما هو واضح إن علم الجمال هو العلم الذي يضع لكل موجود قيمة بالإضافة إلى قيمته كموجود. كما اعتمد فلاسفة الإغريق في تعريف الجمال في عبارات كمية ومكانية فالموسيقى انتظام في الأصوات وجمال الفن التشكيلي انتظام في النسب.

اعتبر أفلاطون ( إن الفن سحر ولكنه سحر يحرر من كل سطحيته ، وهو جنون وهذيان ولكنه بهذا ينقلنا إلى عالم آخر هو ميدان المرئيات وهو المثل الأعلى الذي ينبغي على الفن أن يقترب منه).

تعتبر القيم الأفلاطونية في الجمال هي المقياس الذي اعتمد عليه أكثر فلاسفة اليونان من بعده، بعد أن أضافوا إليها رؤاهم الجمالية ، وإن علماء وفناني عصر النهضة دعوا إلى العودة للفلسفة الأفلاطونية والميراث اليوناني والروماني في الفن والأدب والفلسفة أخذها أساساً لعصر التنوير حيث كانت القيم الكلاسيكية تعتبر الإنسان هو مقياس المقاييس وإن الجسم البشري هو الأساس لكل تقييم ومعيار يجب الأخذ به.

حيث دعى أفلاطون إلى محاكاة الطبيعة ومن هنا جاءت فكرة المحاكاة MIMESIS وينتقل أفلاطون من جمال الأجسام إلى جمال النفوس ومن جمال النفوس إلى جمال الصور العقلية أو المثل العقلي بيد أن أفلاطون يجعل الفن في مرتبة ثانية بالنسبة إلى الحقيقة والخير بل يؤكد أن الجمال لا يتفق مع الحق ومع الخير لأنه يتجلى في المحسوسات ، والمحسوس عند أفلاطون في مرتبة دنيا بالنسبة إلى المعقول الذي ينتمي إليه الخير والحق، لكن أفلاطون في إدانته للفن بوصفه محاكاة تردد بن التشدد والتساهل ولقد كان الغالب على أحكامه عن الفن، القسوة والتشدد وقال ( إن الفن لهو غير مؤذ) .

واعتبر أرسطو الذي نقض بعض آراء أفلاطون إذ أشاد بالمحاكاة وقرر إن الفن لابد وأن يحاكي الطبيعة كما تتجلى وتظهر لكن وفقاً لمعيار كلي عقلي وهو يرى أن المحاكاة وسيلة من التطهر من الانفعالات الضارة ونوعاً من الدواء النفسي.

وفي الجانب الآخر نقض أفلوطين ( 205 م – 270 م ) آراء أفلاطون معتبراً إن الجمال يكمن في الصورة العقلية ويؤكد ( أن الجميل هو المعقول المدرك في علاقته بالخير) .

ومنهم من رأى إن الجمال بالمنفعة واعتبروا إن الأشياء النافعة جميلة في حين اعتبر آخرون أنه ليس من الضروري أن يكون المفيد والنافع جميلاً ، فمثلاً إن المقعد قد يكون مريحاً ومفيداً دون أن يكون جميلاً ، أعتقد هربرت سبنسر ( 1820 م – 1903 م ) ( إن الرغبة التي تنشأ عن الحاجة تنفي كل شعور جمالي، وإن السعي إلى تحقيق غاية من الغابات المفيدة للحياة يجعلنا نغفل الصفة الجمالية في هذه ).

وفي كتاب الدكتور شاكر عبد الحميد " التفضيل الجمالي وسيكولوجية التذوق الفني " والذى يمكن اعتباره ليس دراسة تاريخية لتطور مفهوم وأدوات التعاطي مع علم الجماليات وتفضيلاته فقط، وانما هو بمثابة فتح النوافذ الداخلية للنفس كي نصل إلى الحدود القصوى من المتعة والانتشاء بالطبيعة والكون وأنفسنا، والتأمل الجمالي والتطهر من الخراب والأعطاب التي تصيب النفس البشرية جراء تراكمات صدأ الحياة اليومية. لقد أستقصى المؤلف معنى ومفهوم المصطلح الذي يتعامل معه مثل استقصائه للمعلومة وتطورها ومسارها التاريخي. كما تتبع مفهوم التفضيل الجمالي وعلاقته بالعلوم الانسانية المختلفة، فلسفيا، أدبيا، فنيا، تربويا، وغير ذلك.

معظم المفاهيم والمقولات عن الجمال في الحقبة اليونانية كانت تدور حول الادراك الحسي أو الحس الجمالي عن طريق الحواس أو الانسجام بين الأشياء أو ربطه بالأخلاق والخير والشر في محاولة للاجابة على سؤال: "ما الجمال؟". أن أولى الصياغات المنتظمة هي تلك التي قدمها "بيرك" عام 1775م حول الجمال حين قال بأنه "الانفعال الذي يجيش في صدورنا". ان الجمال ليس متعلقا بالشكل المنفصل أو المنعزل عن مضمونه، لكنه يتعلق بالتركيب الخاص للمستويات المتنوعة من المعنى والتأثير الشامل، والاحساس الشامل بالحياة في تألقها وتدفقها الدائمين.

ونظرا لارتباط علم الجمال بالفنون والآداب ارتباطا قويا، فإن استقصاء مفاهيم الفنون عبر تاريخ تطور رؤية الفن ومفهومه، فأن جمال العمل الفني لا يكمن - كما أشار "جومبريتش"- في جمال موضوعه، بل في جمال أسلوب التعبير عن هذا الموضوع.

ليس هناك ما يمنع في تعريف الفن من أن تكون علاقتي الموضوع الجمالي عموما، والفني خصوصا، ليست من قبيل "الكل أولا شيء" أي أن تكون علاقتنا بالموضوعات الجميلة عموما، والفنية خصوصا، علاقة منزهة عن الغرض فقط، ثم تستبعد حالات أو أنواع العلاقات الأخرى معها.

العلاقة التي بين المتلقي واعمل الابداعي الفني ليست علاقة واحدة فقط هي العلاقة الجمالية، أو علاقة الاستمتاع والتأمل على مسافة معينة فقط، بل هي في جوهرها، علاقة موقفية تعتمد على "طبيعة التفاعل"، بيننا وبين العمل الفني في "موقف معين"، وهذه خاصية لا تعمل ضد الفن بل تعمل معه، وكلما كان العمل الفني قادرا على النشاط والتأثير في مواقف متعددة، تعددت تفسيراته وتأويلاته ومستوياته، وكان هذا العمل أكثر خصوبة وثراء. رغم كل الآراء والاتجاهات لتعريف الفن أو فهمه فإننا نقع في حيرة عند محاولة الاقتناع أو التمسح بمفهوم واحد على حساب الآخر، حين تتجلى التعريفات عن مفاهيم مبتسرة. إن الفن ظاهرة يصعب تعريفها حقا، فأحيانا لا تكون هناك حدود واضحة بين ما يمكن اعتباره فنا وما لا يمكن اعتباره فنا، وما قد نعتبره اليوم فنا قد لا يصبح كذلك في فترة أخرى وفقا للاهتمامات الشائعة والأيديولوجيا وأساليب الحياة التي يعتمدها الناس أكثر في حياتهم.

رصد الدكتور شاكر عبدالحميد المصطلحات وتطورها ودلالاتها عبر تتبعه لتشكل المصطلحات تاريخيا وعبر الاتجاهات المختلفة التي تعاملت معها حسب تخصصها. لذا استخدم المؤلف مصطلح "التفضيل الجمالي" لما للانسان من دور بشكل إرادي أو لاإرادي باختيارات جمالية في حياته اليومية والعملية. ويرى أن التفضيل الجمالي هو نوع الاتجاه الذي يتمثل في نزعة سلوكية عامة لدى المرء تجعله يحب، (أو يقبل على أو ينجذب نحو) فئة معينة من أعمال الفن دون غيرها.

وهو يشير عموما إلى أن عملية التذوق وما يصاحبها من حساسية وأحكام جمالية وتفضيل جمالي عملية تتغير متأثرة بالخبرة سواء على مستوى الفرد، أو على مستوى الجماعة، وأن هذا التغير قد يكون نحو الأفضل، أو نحو الأسوأ اعتمادا على النماذج الجمالية التي يتعرض المرء لها، واعتمادا على الأذواق السائدة في المجتمع، وعلى عمليات أخرى كثيرة بعضها تربوي، وبعضها اجتماعي، وبعضها اعلامي. ويمكن تعريف الخبرة الجمالية على أنها حالة معينة من الاندماج مع مثير أو موضوع جمالي، لا لسبب إلا مواصلة التفاعل معه، نتيجة ما نشعر به من متعة واكتشاف وارتياح أو قلق، بتأثير من هذا التفاعل. من خلال استعراض مناطق الخبرة الجمالية مثل المتعة والتقمص والمسافة النفسية، مرورا بأبرز رواد هذه الأساليب في التفضيل الجمالي، يستخلص الدكتور شاكر عبدالحميد حالة الخبرة الجمالية على أنها حالة من التفاعل الجدلي والحركة البندولية بين الاقتراب أو( التقمص أو الاندماج) والابتعاد أو( المسافة ).
أن الاهتمام المنظم بالفن والجمال يعود إلى بدايات الفلسفة اليونانية عامة، والى أفلاطون وأرسطو خاصة. فبينما أكد أفلاطون على أن المحاكاة الفنية، وبخاصة في التراجيديا والشعر التراجيدي، تعمل على تأجيج الانفعالات القوية، وتضلل الباحث عن الحقيقة فتبعده عنها، فإن أرسطو قال إن الفنون عموما لها قيمتها العالية، لأنها تصحح النقائص الموجودة في الطبيعة، وأن الدراما والتراجيديا خصوصا لها أهميتها لأن لها إسهامها الإيجابي في التطهر من الانفعالات السلبية المتطرفة، ومن ثم تقوم بدور أخلاقي إيجابي. والتراجيديا في رأيه كذلك وسيلة للوصول إلى المعرفة من خلال عرضها للحقائق الفلسفية.

أما بعد ذلك وخلال القرن الثالث الميلادي فقد ربط أفلوطين في حديثه عن الفيض بين الفن والدين وبين الجمال والخير، وأكد أفكار التناسب ووحدة الأجزاء داخل الكل، وانتهى إلى نظرية مثالية صوفية وحد فيها بين حقيقة الوجود والخير والجمال، وصور من خلالها شوق النفس الانسانية المستمر إلى الاتصال بهذه الحقيقة المطلقة والتشبه بها.

في العصور الوسطى تحول الاهتمام من القضايا الميتافيزيقية إلى القضايا المنطقية واللاهوتية بفعل التأثير الطاغي للكنيسة حينئذ، وأصبحت الأفكار الجوهرية متعلقة بالمشكلات الدينية، بينما صارت قضايا الفن قضايا فرعية، وتناقش في ضوء التصورات الدينية فقط. وحافظ "لجميل" على مكانته لكنه كان محاطا بهالة من القداسة، وقطعت كل صلاته القديمة بالفن، وتم إحلال صلات جديدة بدلا منها تربطه على نحو وثيق بالمقدس الديني.

حيث ربط القديس توما الأكويني بين الجمال والحب والايمان. وذلك لأن "الجميل" يؤمن بالحب ويثيره في النفس، والحب إذا ارتبط بالايمان والصدق يقود نحوالحقيقة. بعد ذلك أصبح هدف الفن هو الجمال، وأصبح الجمال قيمة ترتبط بالنسب المتوافقة أو المتآلفة التي يتم استخلاصها من الكون والعالم ثم وضعها في الأعمال الفنية.

رأى الفيبسوف هيوم في الفن وجمالياته إلى أن العديد من خبراتنا يمكن اختزالها إلى ترابطات خاصة بين أفكار بسيطة، وأن خبراتنا السابقة تلعب دورا مهما في عمليات الترابط هذه، وأن الميول الأخلاقية تقوم على أساس مبادئ خاصة بالتعاطف والانفعالات الموجهة نحو الآخرين.

"هيوم" ومعيار الذوق:

أكد "هيوم" وجود تنوعات عدة من الذوق في العالم، مثلما توجد تنوعات عدة للآراء، حتى فيما بين الناس الذين عاشوا في المكان نفسه، وخضعوا للأنظمة الاجتماعية والسياسية والتعليمية نفسها، وهذا صحيح - في رأيه - عبر الأمم وعبر العصور. وتوجد داخل كل مخلوق، كما يقول "هيوم"، جوانب قوة وجوانب ضعف، كما أنه يمر بحالات من القوة والضعف وجوانب أو حالات قوة الأعضاء أو الحواس فقط هي التي يمكنها أن تمدنا بمعيار حقيقي للذوق والعاطفة.

ويقول "هيوم"، وعلى نحو يثير الدهشة، نظرا لقرابة ما طرحه منذ ما يزيد على مائتي عام، مع كثير من الآراء الحديثة في نظريات القراءة والتأويل واستجابات القارئ. "ان نفس المهارة والبراعة اللتين تمنحهما الممارسة للعملية الخاصة بتنفيذ أي عمل، هما أيضا ما يتم اكتسابه بالطريقة نفسها، بالنسبة للعملية الخاصة بإصدار الأحكام عليه". وكان يرى أن الشيء المهم بالنسبة للفن هو ملاءمته، أي المتعة التي نستمدها منه، وأن يتعلق هذا الفن كذلك بانفعالاتنا أو عواطفنا المرتبطة به في المقام الأول قبل أن يكون مرتبطا بالطبيعة الداخلية اللازمة له، وأن هذه الانفعالات لا ينبغي أن تحمل أي مرجعية مباشرة لما يقع خارجها، وأيضا أن تكون حقيقية خاصة عندما يكون الانسان واعيا بها، وأن التفضيلات الجمالية هي بمنزلة التعبيرات عن ذوق المتلقي، أكثر من كونها إفادات عن الموضوع الفني. ويجد "هيوم" في هذا التنوع الكبير في الأذواق ما يؤكد وجهة نظره هذه.
فلسفة الجمال
كثيرة هي الكتب والفلسفات التي درست موضوع الجمال منذ ما قبل أفلاطون وأرسطو في العصر اليوناني وحتى كروتشه والوجوديين والاتجاه الرمزي في العصر الحديث. وقد عُنيت هذه الكتب بتناقل الأفكار الأساسية ومقولاتها في علم الجمال، مع بعض فروق وميزات بين هذه الفلسفة أو تلك. ويأتي كتاب الفيلسوف الإنجليزي الأصل، الأمريكي الجنسية ولتر ستيس من بين أهم هذه الكتب المتميزة بالجدة ووضوح النظرة في الحديث عن طبيعة الجمال ومعناه. فمؤلفه لا يقف عند علم الجمال في تسلسله التاريخي لاستعراض آراء فلاسفته ومفكريه، بل لا يعنيه أن يتناول هذا العلم بدراسة طولية (تاريخية متسلسلة) إنما بدراسة عرضية تتوقف عند قضايا وإشكاليات أساسية فيه، بغية نقدها والخروج بصياغة جديدة تصحح مفاهيم سابقة وتضفي عليها بما يجعل من مجمل التصور الحاصل نظرية في الأستطيقا.
وتبدأ هذه الإشكاليات في رأي ستيس من التسمية ذاتها، إذ إن مصطلح (الأستطيقا) الذي يعني في أصل مدلوله اليوناني الإدراك الحسي أو المعرفة الحسية، والذي أصبح يترجم على أنه علم الجمال، يعد مصطلحاً فضفاضاً أكثر مما ينبغي، فعلم الجمال أوسع كثيراً في مدلوله من الأستطيقا، الذي ربما كان من الأفضل أن يقتصر على مفهوم الجمال الفني وحده.
ولعل أهم ما يعالجه الكتاب من قضايا ومشكلات هو ما يتعلق بالطابع الإدراكي لما هو جميل. فالإدراكات نوعان: إدراكات خارجية وأخرى داخلية، الأولى هي إدراك الأشياء المادية عن طريق الحواس، والثانية إدراك داخلي عن طريق التأمل الذاتي أو الاستبطان. ومن المسلم به في رأيه، أن موضوعات الإدراكات الأولى، مثل: الوردة والتمثال والمرأة واللوحة.. يمكن أن تكون جميلة، لكن هل يمكن للإدراكات الداخلية (المجردة) أن تكون جميلة أيضاً، مثل الإرادة والانفعال والنفس والروح..؟ إذ كيف يمكن لهذه الموضوعات أن توصف بأنها جميلة؟ إن الجمال عند ستيس هو مزج الإدراك الحسي بالإدراك العقلي، بل إن كل موضوع جميل مدرك، أو هو سلسلة أو مجال من المدركات. وهذا ما يشكل الفارق الجوهري بين الفن من ناحية والعلم والفلسفة من ناحية أخرى. لأن العلم والفلسفة يهتمان بالتصورات والمفاهيم، وهما نتاج للعقل التصوري. أما الفن فهو مدرك حسي وعقلي معاً. وينطلق ستيس في ذلك من أن فهم الجمال هو عملية معرفية، فهو ليس انفعالاً ولا فعلاً إرادياً. فإذا كان عمل الفنان عندما ينحت تمثالاً أو يرسم لوحة فعلاً إرادياً، فإن الفهم الخالص للجمال هو عملية إدراك واع، وليس فعلاً من أفعال الإرادة. وإذا كانت التجربة الجمالية شعوراً فإن ذلك لا يعني أنها انفعال، وإنما الشعور هنا هو فعل معرفي. وإذا كانت التجربة الجمالية عملية إدراك فهي إذاً عملية معرفية، والجانبان (الإدراك الحسي والتصور العقلي) ينصهران معاً في أية معرفة. ومن هنا ينفي ستيس أن يكون الجمال مجرد حدس أو إدراك حسي فحسب، كما ردد فلاسفة الجمال طويلاً، ولا سيما برجسون وكروتشه، وإلا اشترك معنا الحيوان في إدراك الجمال. وعلى الرغم من أن هيجل كان قد رأى أن الجمال هو الإشعاع الروحي للفكرة من خلال الموضوعات الحسية، فكل جميل يتألف من عنصري الفكرة والشكل الحسي الذي تشع من خلاله، إلا أن ستيس - وإن كان يتفق معه - يخالفه عندما يرفض فكرة الروح في المطلق، وكثيراً من الجوانب الميتافيزيقية الهيجلية.
ويصل ستيس إلى تعريف للجمال يقف فيه على ماهيته، ويجعله منطلقاً لصوغ نظريته الجمالية. يقول في التعريف: (الجمال هو امتزاج مضمون عقلي، مؤلف من تصورات تجريبية غير إدراكية، مع مجال إدراكي، بطريقة تجعل من هذا المضمون العقلي وهذا المجال الإدراكي لا يمكن أن يتميز أحدهما عن الآخر).
في مقابل بحثه عن ماهية الجمال يدرس ستيس ماهية القبح وعلاقته بالفن، في الوقت الذي يمكن أن يتعارض ذلك مع قولنا إن الهدف الوحيد للفن هو الجمال. ويرى ستيس أن مشكلة التعارض ربما نشأت من الاعتقاد بأن القبح هو بالضرورة ضد الجمال، وأن الجمال والقبح في ميدان الأستطيقا هما كالخير والشر في ميدان الأخلاق، وكالصدق والكذب في قضايا المنطق. وأنه إذا كان هدف الفن هو خلق الانطباعات الجمالية، فلا بد أن يتم استبعاد القبح من ميدان الفن، غير أن القبح في رأيه لا يمكن أن يستبعد من العمل الفني، بل إنه كثيراً ما كان قوة إضافية لهذا العمل، وعاملاً مهماً في إثارة متعة جمالية. وبالتالي فإن نظرية ستيس في القبح تقوم على اعتباره نوعاً من الجمال لا نقيضاً له، وسوف ينسجم هذا الاعتبار مع اعتبار آخر عند ستيس يرى في الجمال الأستاطيقي ما يشمل كلاً من الجليل والهجائي والمخيف والكوميدي.. والسمة الجديدة الوحيدة في نظريته هي تأكيده أن القبيح يؤدي إلى انطباع جمالي، يمكن أن يكون جميلاً، بدلاً من الانطباع المؤلم الذي نفترضه عادة، فقبح امرأة أو منظر مستنقع آسن في لوحة لا يجب أن يدفعنا للحكم على اللوحة بالقبح.
ويتحدث المؤلف في فصل تال عما يسميه بتنويعات الجمال، فيرى أن المفروض في نظرية الجمال أن تغطي كل أنواع التجربة الجمالية، سواء وجد الجمال في الطبيعة أو الفن، وسواء أكان الفن من نوع الفنون التشكيلية، التي تعتمد على المكان، كالعمارة والنحت والتصوير، أو الفنون الإيقاعية التي تعتمد أساساً على الزمان كالشعر والموسيقا.. أو الأنواع التي تسمى جميلة أو مأسوية، جليلة أو كوميدية، قبيحة أو مخيفة أو مرعبة.. إن كل هذه التفريعات تعتمد في كل حالة على امتزاج المضمون العقلي مع المجال الإدراكي، وبالتالي فلا مجال لنظريات خاصة بالفنون الجزئية أو تفريعات الجمال. إن ما يسمى بالتنويعات المختلفة للجمال تلقي بظلها الواحدة على الأخرى، على نحو تدريجي غير مدرك، وليس هناك خط حدود واضح بين أي منها، فهي ببساطة كلمات شائعة تستخدم لوصف عدد لا نهاية له من الدرجات الممكنة لشعورنا بالجمال. وفي هذا المجال يرى ستيس أن المنهج المناسب في دراسة الاستاطيقا هو البدء بالافتراضات عن طبيعة الجمال، ثم التحقق من هذه الافتراضات عن طريق تحليل حالات نموذجية للجمال في الطبيعة والفن.
ففي جمال الطبيعة يفرق ستيس بين الجمال الفعلي وبين تلك المشاعر الاستاطيقية، أو مشاعر المتعة التي قد يؤدي إليها كثير من مشاهد الطبيعة، كأشعة الشمس الدافئة، والبرودة في ظل الشجر، والنهار الصحو.. تلك التي يمكن أن تختلط بسهولة مع التجارب الجمالية الأصلية، إذ لا بد أن توضع هذه المشاعر الطبيعية في جانب، وتبقى بعيدة عن الشعور الخالص بالجمال. وينطلق من ذلك إلى تحليل نماذج من أشكال الجمال في الطبيعة، منها ما هو شامل بانورامي، ومنها ما هو فردي جزئي ليصل إلى معالجة أهم القضايا الجمالية فيما يتصل بالجانب الذاتي والجانب الموضوعي في الجمال.
أما في جمال الفن فالإنسان هو الذي يخلق الجميل عندما يشكل مادة خارجية بغرض محدد هو جعلها تعبر عن جانبه العقلي. ومن هنا كان الفن في رأي ستيس هو ميدان الجمال على الأصالة. وعلى حين أن مضمون الجمال الطبيعي هو نسبياً فقير وهزيل، فإن مضمون الفن قد يكون على درجة من الثراء، حتى إنه يجسد في أشكاله المختلفة تقريباً كل الثقافة البشرية. وبالتالي فإن التعريف العام للجمال الذي قدمه ينطبق على منتجات الفن بوضوح أكثر مما ينطبق على أشياء الطبيعة. ومن ثم فإن التعريف القديم للفن بأنه محاكاة للطبيعة لا يبدو تعريفاً له علاقة بالتصور الجديد الذي يؤسس الكاتب له، وهذا ما بات حقيقة في المفاهيم الحديثة في التصوير الفني المعاصر، إذ إن الصور الفوتوغرافية البحتة ليست هدف الفنان، بل الهدف من أي عمل فني هو تلقيح المدركات (الطبيعة) بالأفكار (التصورات)، وهذا ما يصل به إلى أن يعد الفن غاية في ذاته، ومستقلاً عن أية قيم أخلاقية. لا بل إن الفن الذي يكون هدفه مجرد دروس أخلاقية هو فن رديء، لا لأنه يحتوي على مفاهيم أخلاقية، بل لأن هذه المفاهيم الأخلاقية بدلاً من أن تمتزج بالمجال الإدراكي، قد انفصلت عنه عن عمد، لتصبح تصورات حرة أو تجريدات.
ومن خلال الخيط الناظم لنظريته يقدم ستيس ملاحظات حول الفنون الأدبية، ويسميها الفنون الجزئية، متناولاً بالدراسة والتحليل الأشكال الأكثر أهمية وهي: الدراما والرواية والشعر القصصي وشعر الملاحم والبطولات والقصيدة الغنائية. والفروق الطفيفة بينها من حيث تعاملها مع التصوير الفني والموضوع الجمالي. ثم يتبع بتناول الفنون الأدبية الحديث على بقية أنواع الفنون كالموسيقا والنحت وفن العمارة والتصوير.. ليصل إلى بحث مشروعية الأحكام الجمالية في الإثبات والنفي ومدى صوابها أو خطئها، ووجوب اقتران هذه الأحكام في مجال الإدراك بتصورات صحيحة.. إلى آخر ما هنالك من مسائل تعرض في تحليل الجميل والحكم عليه. ويختتم ستيس كتابه بتناول عدد آخر من مشكلات الأستاطيقا كالعبقرية والتذوق والإلهام، ومشكلة الإحساس الأستاطيقي، والجمال النفسي، ومكان الجميل في الحياة.
وينهي المؤلف كتابه القيم بملحق عن كروتشه والأفكار الشائعة عن الحدس، ثم بمعجم بالمصطلحات الفلسفية. وقد كانت ترجمة الكتاب متقنة ودقيقة علمية، قام بها علم من أعلام العمل الفلسفي الأكاديمي هو د. إمام عبد الفتاح إمام، الذي عني بنقل معظم أعمال ولتر ستيس إلى العربية.
المدخل إلى علم الجمال- الأستيطيقا-

مقدمة :

لابد قبل الخوض في ماهية علم الجمال والجمال والفن, أن نعرج على الإنسان الذي يعتبر المركز الأوحد للإحساس بالجمال والمدرك الوحيد له .

كان الناس منذ بدء الخليقة يرهقون التفكير على الدوام بمعضلة ماذا يعني أن يكون الكائن الحي إنسانا وفيما يتمثل مغزى وجوده على الأرض .

إن الإنسان كما عرفه الإغريق انه اعجب العجائب وهو مركز الكون مما دفع علماء الاجتماع للوصول الى صيغة جامعة تعرف الإنسان وتميزه عن باقي الكائنات الحية .وحددت علاقاتٌ ثلاث في تعريف الإنسان وإن الكائن البشري إذا فقد إحدى هذه العلاقات يخرج عن كونه إنساناً ذو قيمة ولايمكن أن يخطو خطوات جادة في تعظيم الإرث البشري الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الجمالي وهذه العلاقات هي :

العلاقة المعرفية أي (المنطق – الحق ) والعلاقة الأخلاقية أي (الخير ) والعلاقة الجمالية (الجمال ).

يتسم الإنسان للوهلة الأولى بنفس الاحتياجات التي تلازم أي كائن حي آخر , فهو ملزم بأن يأكل ويشرب ويحمي نفسه من البرد والحر ومن هجمات الأعداء وأن يحافظ على نسله , غير إنه يلبي هذه الاحتياجات بطريقة تختلف عن سلوك الحيوان.

أما الحيوان فمهما قام من أفعال معقدة تشبه للوهلة الأولى أفعال الإنسان يبقى على الدوام خاضعاً لتأثير احتياجاته البيولوجية المباشرة .

فالشيء الذي لا يمس أسس نشاط الحيوان الحياتية يبقى وكأنه غير موجود بالنسبة له .

فإن الكائنات الحية غير الإنسان ليس من سجاياها معرفة العالم بحد ذاته أي (العلاقة المعرفية )والتمتع بجمال العالم وشموخ الجبال وبصفاء السماء وخضرة الغابات ونقاء الأنهار , لا يشكل أي شيء ذو قيمة بالنسبة للحيوان لهذا فهو لا يكترث بالعلاقة الجمالية .

وليس من سجايا الحيوان أيضا القدرة على أن يضع نفسه في محل سواه أي أن يضحي بنفسه وينكر ذاته من اجل باقي الحيوانات من بني جنسه لهذا فهو يفتقر للعلاقة الأخلاقية التي تتمثل في الخير .

يقولنيتشة ( إن النمر يعرف جيداً كيف يجب ان يكون نمراً, والعنكبوت يحيا مثلما تحيا العناكب والسنونو تطبعت بالطباع التي تليق بالسنونو ، سوى الإنسان وحده ملزم بان يتعلم كيف يجب ان يكون إنسانا) ويلاحظ ان السعي الى الحقيقة المطلقة والحاجة الى الجمال والتعطش الى الخير من ابرز واهم مواصفات الإنسان الجاري تناوله من جانب حياته الروحية والمادية . ولكننا إذا اقتصرنا على تعريف جوهر الإنسان باعتباره متحلياً بالحقيقة المطلقة والخير والجمال ، فسوف نصطدم بقدر جم من التناقضات لان فهم هذا الثالوث ان فهم هذا الثالوث يختلف باختلاف المجتمعات والعصور التاريخية . .

ان جوهر الإنسان ليس مجرداً يتسم به فرد بعينه إنما هو في واقعه مجموع العلاقات الاجتماعية كافة .

بهذا التعريف المقتضب للإنسان الذي أرهق الكثير من علماء الاجتماع وعلماء النفس ، وكان حصيلة تطور الفكر البشري ونتيجة دراسات معمقة ومختصة في مجال دراسة الإنسان والمجتمع.

نأتي الآن إلى الجمال وعلمه :

هل للجمال علم وما هو موضوعه وما هي بحوثه وكيف يصنف بين العلوم وهل هو حديث الولادة ام ان له أساس تمتد جذوره في أعماق الفكر البشري وما هي فوائد علم الجمال و…….الخ

هذه الأسئلة وسواها تغزوا عقل كل من يرهق تفكيره في هذا العلم وغيره من العلوم .

يعرّف علم الجمال (Aesthtik)بالألمانية و(Esthetique ) بالفرنسية و(Aesthetics)بالانكليزية و(Estetica)بالإيطالية و…..الخ

(بأنه علم الأحكام التقويمية التي تميز بين الجميل والقبيح ) [معجم لالاند ] وهذا هو التعريف الكلاسيكي للفظ الاستيطقا .

وان لفظ الاستطيقا (علم الجمال) يعود في اصله الى اليونانية فهو مشتق من (Aisthesis)ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://usms.mountada.net
 
ما تقرر في مادة الفلسفة 2011-2012 -بعض الأفواج-علم الجمال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نتائج الموسم الدراسي 2011/2012
» مادة الأدب العربي في المشرق-الدورة الخريفية-السنة الأولى
» مادة الصواتة s5
» s3 مادة الصواتة
» محاور مادة الشعر القديم -الأستاذ طلال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلاب و طالبات كلية الآداب و العلوم الإنسانية -بني ملال- :: مسالك الإجازة الأساسية :: مسلك الدراسات العربية-
انتقل الى: